أخيرا قمت بتحقيق واحد من أهم أحلامي .. الأن أنا أجلس في سيارتي .. ليست مثل المرسيدس عن يميني ولا ال BMW عن يساري ولكني لا أعباء لذلك .. لقد جاهدت كثيرا طوال السنوات الماضية من أجل هذه السيارة .. 5 سنوات قضيتها في توفير ثمن هذه السيارة الصغيرة .. أشعر بالنجاح .. لذلك لن يسرق سعادتي أي شئ.
أنطلق في شوارع القاهرة بلا هدف .. فقط أقود سيارتي بمنتهي الزهو والسعادة.
أنا لا أتابع الكرة .. وبالتالي لا أعرف أن اليوم كان منتخب مصر يلعب المبارة النهائية لبطولة أفريقيا .. وشاءت الأقدار أن أتوجه إلي شارع جامعة الدول العربية لأجد نفسي محاطا بعشرات السيارات ... وأمامي مئات الشباب يتصايحون ويهتفون .. من الواضح أننا فزنا.
أمامي مجموعة كبيرة من الشباب يهتفون ويرقصون .. لا أستطيع التحرك بالسيارة .. حالي كحال من حولي .. لا أتضايف رغم مرور أكثر من 30 دقيقة علي وقوفي .. في النهاية هم شباب سعداء يعبرون عن فرحتهم بفوز مصر. ولكن فجأة يتغير الوضع تماما .. يقترب أحد الشباب من سيارتي ممسكا بعصا غليظة وينهال علي زجاج سيارتي الأمامي .. تجمدت مكاني لا أفهم ما حدث .. بعدها إنطلق عشرات الشباب تجاه باقي السيارات يحطمون ويكسرون .. وكأن تحطيم زجاج سيارتي كان إشارة البدء.
المشهد غريب ولا يمكن وصفه .. في ثواني تحولت كل مظاهر الفرحة والإحتفال إلي مظاهر شغب وإنتقام .. تحول كل شئ إلي مشهد عبثئ فوضوي.
نزلت من سيارتي متجنبا الزجاج المتساقط منها .. لاحظت أن بعض الشباب قاموا بجذب بعض الفتيات والسيدات إلي خارج السيارات وقاموا بالإعتداء عليهن .. فيما إنهمك الباقون في تحطيم السيارات .. كل هذا يحدث ولا وجود للأمن. لا أعرف ماذا أفعل .. هل أحاول منعهم من تحطيم سيارتي ؟ .. هل أساعد هذه الفتاة التي تستغيث؟ .. هل أبحث عن وسيلة لطلب المساعدة ؟ لا أعرف .. أصبحت كالتمثال لا أتحرك .. تجمدت واقفا أمام حلمي المحطم.