Saturday 19 July 2008

فتاة القطار

جالسا في مقعده غير المريح في القطار يحاول الحصول علي بعض الهدوء .. العربة مزدحمة لإن اليوم هو أخر أيام الأسبوع وغدا هو أول أيام العمل في الاسبوع الجديد. يبدأ كالعادة بحثه عنها .. الفتاة التي ستهون عليه طول الوقت ومروره البطئ .. يراها أمامه .. تحاول رفع حقيبتها .. يلاحظ أنها لاتستطيع رفعها وتنظر حولها .. يترك كتابه ويعرض المساعدة .. علي الفور تجيب بنعم .. يرفع حقيبتها إلي الرف .. تشكر مجهوده وتهديه إبتسامة رقيقة .. يرد بإبتسامة ويعود لمقعده.

مقعده في أخر العربة بجوار الباب .. هذا الباب الذي لا يبقي مغلقا لأكثر من دقيقة .. فالركاب كثيري التنقل بين العربات للتمشية وقتل الوقت. تجلس بجواره أم صغيرة مع صغيرها الذي لا يتوقف عن إزعاجه. الأم تواصل الإعتذار معبرة له عن أسفها لما يفعله صغيرها. يرد هو بإبتسامة محاولا إخفاء إستياءه من الصغير المزعج فهو يعرف أنها لا تستطيع فعل أي شئ لمساعدته لأنه من المستحيل السيطرة علي الأطفال في هذه المرحلة.

يغمض عينيه ويفكر فيها .. جميلة ذات شعر أسود ناعم طويل وعينين عسليتين .. إبتسامتها هادئة وصوتها عذب .. يكتشف أنها تشبه كتيرا فتاة أحلامه .. يستيقظ من حلمه بسبب ركلة من الطفل المزعج مصحوبة بإعتذار من والدته. يحاول العودة مرة أخري لحلمه .. قد يستطيع التعرف عليها عندما يساعدها علي إنزال حقيبتها. يفيق تانية وقد إزداد إنزعاجه وتوتره بسبب الباب الذي يرفض العابرون له إغلاقه .. فيضطر هو بحركة تزداد عصبية مع كل مرة إلي ركله بقوة معبرا عن غضبه.

يمر الوقت ببطء شديد .. ومع مروره يزداد تساؤل الركاب عن ميعاد الوصول .. أما هو فلا يكترث .. فهو مدرك تماما أن القطار سيصل إلي محطته في الميعاد الذي يروق له وليس الذي يتمناه هو. يحاول إستثمار هذا الوقت في التدريب علي ما سيقوله لها.

يقترب القطار من الوصول .. ينهض الركاب لإنزال حقائبهم .. أما هو فينتظر كالعادة حتي يتوقف القطار وينزل الركاب كي يبتعد عن الزحام .. تتحرك هي لإنزال حقيبتها .. تنظر حولها وكإنها تبحث عنه ليساعدها ثانية .. يتحرك وينزل لها الحقيبة .. تشكره وتبتسم .. يحاول الرد فلا يستطيع .. تأبي الكلمات التي تدرب عليها الخروج من فمه .. ويعجز حتي عن الرد بإبتسامة كما فعل ف المرة السابقة .. تنتظر هي لثواني ولكنه قد تسمر مكانه وكإنه تمثال من الثلج .. تأخد حقيبتها وتغادر القطار .. يفيق والدهشة مسيطرة عليه .. لا يفهم ما حدث ولا يجد له تفسيرا .. تختلط مشاعره وأفكاره .. يأخد حقيبته ليغادر القطار وكل ما يسيطر عليه هو إحساس بالندم .. نادم لإنه لم يخبرها كم هي جميلة.

9 comments:

Anonymous said...

نفس اللى بيحصل معايا
طول عمري تايه مش عارف
لو ماقلتش هابقى جبان و لو قلت هابقى منظرى عبيط
و فى الاخر بفضل الجبن عن ان منظرى يبقى عبيط

Samir Saad said...

يخرب عقلك، ايه الجمال دا؟ قول يا عم كان فين الكلام دا من زمان؟

تحياتي

Anonymous said...

Fe3lan gamda gedan ya Besho..
I liked it a lotttttttt..

على باب الله said...

جميلة بجد

مش لاقي حاجة تانيه أقولها

سمراء said...

يفقدنا التردد الكثير
ويجعلنا فريسة الندم

تحياتي للاسلوب
سمراء

Anonymous said...

Besho.. can u read this and explain to me what the hell does it means???!!!
http://www.citizensugar.com/1805531

micheal said...

جامدة بجد يا بيشو
إيه ياعم العواطف المكبوتة دي كلها
:)
تحياتي

Wandering Scarab said...

It's very simple and sensitive. I think the realistic ending adds to its elegance.

I enjoy your blog. Please keep writing.

MeRiT said...

ana awel mara ashofoh,we 3gbny lderget any 3mlt account 3shan aktblk anoh "7elwa a'er 7aga ya besho"